أسبوع التوعية بالروماتيزم.. المرأة في مواجهة تحديات التهاب المفاصل الروماتويدي وتأثيراته
يتصدر أسبوع التوعية بالتهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتيزم) المشهد الصحي سنويًا، كحملة عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على هذا المرض المناعي المزمن، الذي يُحدث أضرارًا تتجاوز الآلام الجسدية لتطال النواحي النفسية والاجتماعية للحياة، خاصة عند النساء، اللاتي يشكلن الغالبية بين المصابين.
وفقًا لبيانات جامعة أكسفورد، يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر من 400 ألف شخص في المملكة المتحدة وحدها، ويمكن للمرض أن يظهر بأعراض تبدأ بألمٍ وتيبس في المفاصل صباحًا، ثم يتطور إلى تورم واحمرار حول المناطق المصابة.
تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنةً بالرجال، وهو ما يستدعي تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المريضات، خاصة مع تأثيرات المرض السلبية على أدوارهن الحياتية والاجتماعية.
أثر الروماتيزم على جودة حياة النساء
غالبية المريضات بالروماتيزم يواجهن تحديات يومية تبدأ من الألم المزمن والتعب المستمر إلى صعوبة أداء المهام البسيطة في المنزل أو العمل.
بالنسبة لكثير من النساء، يؤثر المرض بشكل كبير على استقلاليتهن وعلى أدائهن اليومي، كما ينعكس على صحتهن النفسية نتيجة الشعور بالعجز أو اعتزال الحياة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الفئات العمرية المتقدمة تُعد الأكثر حساسية للأعراض. تعاني العديد من النساء المسنّات المصابات بالروماتيزم من تداعيات مزدوجة؛ تيبس وألم المفاصل من جهة، وصعوبات الحركة المرتبطة بالتقدم في السن من جهة أخرى.
هذه الفئة تحتاج إلى رعاية صحية شاملة ومتكاملة تسعى لتوفير الدعم والعلاجات الفعّالة التي تساعدهن على الحفاظ على كرامتهن وجودة حياتهن.
طرق العلاج وتعزيز الوعي
على الرغم من غياب أي علاج حاسم للروماتيزم حتى الآن، فإن التشخيص المبكر يلعب دورًا محوريًا في تحسين حياة المرضى.
تشمل العلاجات الشائعة أدوية تخفيف الألم والحد من الالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات، إلى جانب العلاج الفيزيائي الذي يعزز القوة العضلية والمرونة.
وفي الحالات الشديدة، قد تتطلب الحالة تدخلًا جراحيًا لمعالجة الأضرار البالغة في المفاصل.
تعتمد حملات التوعية، مثل حملة أسبوع التهاب المفاصل الروماتويدي التي تنظمها الجمعية الوطنية لالتهاب المفاصل الروماتويدي "NRAS"، على توحيد جهود المرضى ومقدمي الرعاية الصحية والداعمين لتعزيز الوعي بهذا المرض المعقد.
تهدف هذه الجهود إلى تثقيف المجتمع حول أهمية التشخيص المبكر والبحث عن خيارات العلاج المناسبة وتأثير المرض على مختلف جوانب الحياة.
رسالة أمل ودعم
يحمل أسبوع التوعية رسالة أسمى تُعبر عن التضامن مع المصابين، وتُركز بشكل خاص على تقديم الدعم للنساء اللواتي يكافحن الروماتيزم يوميًا بصبر وقوة.
إن العمل المشترك بين المؤسسات الصحية والمجتمعات المحلية لدعم الابتكار الطبي وتحسين طرق التعايش مع المرض يساهم في كسر الوصمة وتحقيق فهم أعمق للأثر النفسي والاجتماعي لهذا المرض.
رغم التحديات التي يفرضها التهاب المفاصل الروماتويدي، إلا أن التوعية بالعلاج والممارسات المساعدة يمكن أن تجعل الحياة أفضل للمصابين.
من هنا تنطلق أهمية هذا الأسبوع كمنصة تُركز على إبراز الأصوات، ورفع مستوى الوعي المجتمعي، والاعتراف الكامل بحقوق واحتياجات المريضات للرعاية والدعم.

