#jubna
أنا حوا - الرئيسية

الأنسجة الدهنية.. مفتاح جديد في فهم انتشار سرطان المبيض

الخميس 2 أكتوبر 2025 05:21 مـ 9 ربيع آخر 1447 هـ
الأنسجة الدهنية
الأنسجة الدهنية

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي مشترك من معهد كارولينسكا وجامعة كوين ماري بلندن عن دور الخصائص الفيزيائية للأنسجة الدهنية في انتشار سرطان المبيض داخل الجسم، ما يفتح آفاقًا جديدة لتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature Communications" ونقلها موقع "Medical Xpress"، تركز على العلاقة بين السرطان والدهون الحشوية الموجودة في البطن. فسرطان المبيض معروف بسلوكه العدواني، حيث يستهدف عادةً الأنسجة الدهنية. ولكن البحث أظهر أن خلايا السرطان تستفيد من البنية اللينة والمزدحمة لهذه الدهون لتتحرك بسرعة وكفاءة عبر الجسم.

بعيدًا عن التركيز التقليدي على الإشارات الكيميائية، يقدم فريق البحث رؤية جديدة تستند إلى التشوهات الفيزيائية للدهون. فقد أوضح الباحثون أن الحجم الكبير للخلايا الدهنية وقابليتها العالية للتشوه تشكل مسارات تمكن الخلايا السرطانية من التحرك بين المساحات الضيقة دون الإضرار بنواها، وهو العامل الذي يسهم في بقائها وانتشارها بشكل فعال.

جوردي جونزاليس مولينا، الباحث الرئيسي، بيّن أن الفريق استخدم نماذج حيوية هندسية متطورة لمحاكاة بنية الأنسجة الدهنية ودراسة تأثيرها على حركة الخلايا السرطانية. وأضاف أن هذه المنهجية سمحت بفك رموز المحركات الفيزيائية لانتشار السرطان، مما يفتح المجال لاستهداف جذور المشكلة بشكل مباشر.

ومن بين أهم نتائج الدراسة، تم الكشف عن أن التفاعل بين الخلايا الدهنية والخلايا السرطانية يؤدي إلى خلق "طرق هجرة" طبيعية للخلايا الخبيثة، حيث تتسبب الدهون الحشوية بتشوهاتها الميكانيكية الكبيرة ما يسهم في تكوين بيئة داعمة للأورام العدوانية.

المنصة المستخدمة في الدراسة لا تتوقف عند سرطان المبيض فقط، بل تحمل إمكانيات لفهم أنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بالدهون مثل سرطان الثدي وسرطان المعدة وسرطان الدم. وفقًا للتقرير، يخطط الباحثون للخطوة القادمة بدراسة تأثير الخلايا المناعية والخلايا الليفية أثناء غزو الخلايا السرطانية للأنسجة الدهنية، بالإضافة إلى استكشاف ارتباط هذه العملية بمقاومة العلاج.

تُبشر هذه النتائج باحتمال كبير لتغيير النهج في مكافحة السرطان. فبدلًا من استهداف الخلايا السرطانية فقط، يقترح الباحثون التلاعب بمحيطها الفيزيائي، وهي استراتيجية واعدة قد تُحدث تحولًا جذريًا في علاج النقائل المرتبطة بالأورام الخبيثة.