الإعلامية فاطمة عمر تكتب: الموت.. تعليماً
عندما كنت في الثانوية العامه حلمت بأن أكون طبيبةً أساعد الناس خاصة البسطاء منهم في تخفيف آلامهم وأحقق حلم أبي رحمة الله عليه.. أذكر أنني بذلت كل جهدي وربما فوقه حتى أصل الى حلمي الذي وأده التنسيق في مهده ....وقتها شعرت لأول مرة في حياتي بالحزن الذي لم يكن يحتمله سني وقتها .. أن تكون على بعد مليمترات من تحويل حلمك الى حقيقه فيصبح بفعل فاعل سراباً ..لم تزْل هذه المشاهد عالقة في قلبى لا تفارقه ولو حتى بطول السنوات و رغم إيماني الشديد بأن الله سبحانه وتعالى أختار لي الأفضل
نفس ذلك الحزن وربما أشد وأقسى أشعر به الأن ولكن هذه المره أحزن حزن الأم ..مرارة بداخلي لا توصف وأنا أتابع أخبار موت هذه الزهرات البريئه بعد إعلان نتيجة تلك الآفه القاتله المسماه بالثانوية العامه من مات أنتحاراً ومن مات قهراً وحزناً وانهياراً
عناقيد من زهرات الياسمين تحولت رائحتها الزكية بفعل نطام تعليمي نعتبره فاشلا ويرونه متقدماً الى رائحة الموت وتحول لونها من الأبيض المشرق الى الأسود الحزين ...
طالبة تتناول حبة الغله القاتله لتنهيى حياتها بعد ظهور النتيجه ..وآخر يلقي بنفسه من الدور السادس قبل أعلان النتيجه خوفاً من والده .. وثالثة تشعل في نفسها النيران لخبر نتيجتها الخاطئ ...من المسؤول عن الموت تعليماً ؟!!!دم هؤلاء البؤساء في رقبة من؟!!!
في رأيي أن الجانب الأكبر من المسؤولية يتحملها النظام التعليمي والمتبقي يتحمله البعض منا نحن أولياء الأمور ...إننا من أوصلنا أبناءنا إلى محطتهم الأخيره في قطار الحياة ..عندما علمناهم ما وجدنا عليه آبائنا دون مراعاة فروق التوقيت ذلك المصطلح السئ في معناه ..القاتل في حقيقته ..الخانق لمجرد تصوره ..الثانوية العامة عنق الزجاجه ..ولم نعلمهم أنه بيدك كسر الزجاجة ذاتها عندما توجد لنفسك مساحة براح من أحلام بديله
..لم نأت لهم بنماذج مضيئه كان نجاحهم الحقيقي في تجاوز إخفاقهم في أن يكونوا أطباء ومهندسين ونجحوا بل وتفوقوا في مجالات أخرى
...لم نبذل الجهد في بناء نفسيات سوية لأبنائنا تستطيع المواجهه وأثقلناهم بمشاكل وأعباء لا يحتملها سنهم الغض ..في الوقت الذي بذلنا المال الذي ربما يكون كل ما لدينا في دروس خصوصيه أجبرنا عليها نظام دراسي أراه وكما قلت يتحمل الجانب الأكبر من المسؤوليه عن رحيل هؤلاء الأبناء عن الدنيا موتاً أو عزلةً عن واقع باتوا يرفضونه
يتحمل المسؤولون عن التعليم ذنب الراحلين والناوين على الرحيل حتى ولو كان معنوبا
وذلك عندما جعلوه دراسة .. عندما جعلوا الدرجات محدده للرغبات فتُحقق حلم هذا وتضيع حلم ذاك وإذا ضاع الحلم فالخسارة لنا جميعا ..عندما كانوا على يقين بأن الأمتحانات تسرب ولم يأخذوا حذرهم من البدايه الإ بإيجاد امتحان بديل والذي اراه أضعف الإيمان
عندما جعلوا عقم المناهج صوتاً مسموعاً الإ لآذانهم ..وكارثية أخطاء نماذج الإمتحانات سوطا نلهب به نفسية الطلاب ونزيدهم توتراً فوق توترهم وترددا يفقد عقلهم المزدحم بمعلومات مصيرها النسيان القدرة على الإتزان
عندما جعلوا النطام الدراسي بلا استراتيجيه وأخضعوه في اعتقادي لحالة مزاجبه وخلفية أداريه لكل من يجلس على رأس المنطومه التعليميه
الى كل أبنائي ممن خرجوا مِن مأذق الثانوية العامه والمقبلين عليه اجعلوا التشعيب في أحلامكم وليس في تخصصكم أصنعوا لأنفسكم آلاف البدائل من الأحلام.. ومن كان منكم حالما بمكانة إداريه فليعلم أن الأمر لم يعد في بعض الأحيان بالشهادات المستحقه عن جداره ذات الجهد المضني أو بالدرجات العلميه الحقيقيه ولكم في أحدهم مثلاً ونموذجاً
