#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 09:10 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

طفلة تغلبها قراد.. رحلة ميلي باركهام مع مرض ”لايم” الغامض

الخميس 2 أكتوبر 2025 06:03 مـ 9 ربيع آخر 1447 هـ
طفلة
طفلة

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية تفاصيل قصة مأساوية لمراهقة تُدعى ميلي باركهام، التي دفعت طفولتها ثمن لدغة قراد غير مرئية أدت إلى إصابتها بمرض لايم، أحد الأمراض البكتيرية المزمنة التي تُربك الجهاز المناعي وتُضعف الجسم بشكل تدريجي.

بداية المرض ذاته

في عام 2021، كانت ميلي، التي بلغت حينها 9 سنوات، واحدة من أفضل لاعبات كرة القدم في فريقها المدرسي، عاشقةً للرقص والسباحة، وحاضرةً دائمًا بابتسامتها الساحرة وروحها المرحة.

فجأة بدأت تشتكي من أعراض غامضة مثل الإرهاق المستمر، فقدان التركيز المعروف بـ"ضباب الدماغ"، وآلام غريبة في قدميها أثناء المشي

حالتها تدهورت سريعًا لدرجة تعذر حضورها المدرسة أو ممارسة أنشطتها المعتادة.

رحلة التشخيص المضنية

تواجهت عائلتها، باتريك وليزا، مع لغز طبي محيّر استمر لأكثر من عامين. خضعَت ميلي لفحوصات مكثفة، ولكن النتائج الطبية لم تكن كافية لتحديد السبب الحقيقي وراء حالتها المتردية.

بحلول عام 2024، أصبحت ميلي بالكاد تستطيع التحرك – طفلة فقدت بريق حياتها دون تفسير واضح. تم تشخيصها في البداية بمتلازمة التعب المزمن (ME/CFS)، وهو تشخيص ضبابي زاد من شعورها بالانطوائية واليأس.

الاكتشاف الحاسم

أيام قضتها العائلة تتأمل ماضيها بحثًا عن أي حدث بارز، حتى استذكر والدها تعرضها في صيف 2021 للدغة قراد أثناء قضاء إجازة في منطقة البحيرة.

دفع هذا الربط العائلة لإجراء فحوص دقيقة بحثًا عن مرض لايم، لتظهر النتيجة: عدوى بكتيرية خطيرة تدعى "بوريليا بورغدورفيري"، إضافة إلى إصابات مشتركة ببكتيريا البابيزيا والبارتونيلا، ما تسبب في انهيار جهازها المناعي بالكامل.

فرصة الشفاء

بدأت ميلي الآن رحلة علاج مكثفة بعد تشخيص مرضها أخيرًا. تأمل العائلة أن تتجاوز هذه الفتاة الصغيرة المعاناة الجسدية والنفسية التي رافقتها سنوات طويلة دون إجابات، لتعود يومًا ما إلى حياة طبيعية مليئة بالصحة والأمل.

مرض لايم ليس مجرد عدوى بكتيرية؛ بل هو جرس إنذار يسلط الضوء على التحديات البيئية والصحية الناتجة عن تغيّر المناخ وانتشار القراد في مناطق جديدة.

يصل معدل الإصابات سنويًا في أمريكا الشمالية إلى نحو نصف مليون حالة – رقم يثير القلق ويجعل قصة ميلي رسالة توعية بضرورة الانتباه لهذا المرض "غير المرئي".