في قلب الرحمة.. القصة وراء تشريع التيمم ودور السيدة عائشة في منحه للمسلمين
برزت السيدة عائشة، رضي الله عنها، كنموذج استثنائي يُجسّد الرحمة والتيسير في موقف تاريخي أثّر على التشريع الإسلامي، خلال إحدى الغزوات مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، روت أمينة الفتوى بدار الإفتاء ، زينب السعيد، تفاصيل حادثة مشهورة بين الصحابة، حيث لعبت السيدة عائشة دورًا محوريًا في قصة تشريع التيمم.
وأوضحت السعيد أثناء حديثها في تصريحات تلفزيونية، أن الحادثة بدأت عندما فقدت السيدة عائشة قلادتها وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. بدافع الرأفة والإحساس بمشاعرها، قرر النبي توقيف الركب كاملاً للبحث عن القلادة.
وفي تلك اللحظة أدى نفاد الماء لدى الصحابة إلى مواجهتهم صعوبة في أداء الصلاة، ما أثار قلق الجميع.
وأضافت السعيد أن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه لام ابنته عائشة لتسببها في تعطيل الركب، لكنها كانت تجلس بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم.
وعندما استيقظ النبي على نزول آية التيمم، جاء القرار السماوي الذي أباح التيمم كبديل عند تعذر الوضوء بالماء، هذا التشريع ليس فقط فرّج الكربة عن الصحابة بل أصبح رحمة مستمرة للأمة الإسلامية.
وتتابع القصة بكلمات الصحابة للسيدة عائشة عن دورها في الخير العظيم الذي جلبته تلك الحادثة للمسلمين، مما يعكس جانبًا مهمًا من أن الحوادث التي تبدو بسيطة قد تحمل حكمة عظيمة وتأثيرًا واسعًا.
على صعيد آخر، تناولت أمينة الفتوى مسألة التيمم وشروطه في حالات استثنائية مثل البرد الشديد الذي قد يُسبب ضررًا جسديًا.
أوضحت السعيد أن الإسلام دين رحمة يُراعي أحوال المكلفين ويرفع عنهم المشقة، فأباح التيمم مع تحقق الضرر أو غلبة ظن وقوعه. أكدت كذلك وجوب محاولة تسخين الماء متى أمكن، لأن الطهارة المائية تبقى الأصل في الشريعة.
هذا الموقف الذي جمع بين السيدة عائشة والنبي والصحابة يعكس سماحة الإسلام واهتمامه برفع الحرج والمشقة عن المسلمين، بينما يُظهر الدور الهام الذي لعبته المرأة في تشكيل بعض أحكام الشريعة بما يخدم الأمة كلها.
شاهد الفيديو..

