#jubna
السبت 6 ديسمبر 2025 09:29 صـ 15 جمادى آخر 1447 هـ
أنا حوا - الرئيسية
رئيس التحرير محمد الغيطي المدير العام منى باروما
×

الحسين عبدالرازق يكتب: فلان باشا الفلاني

الثلاثاء 15 أبريل 2025 11:56 مـ 16 شوال 1446 هـ
الحسين عبدالرازق
الحسين عبدالرازق

لم تكن فكرة إعادة الألقاب مفاجئة لي بقدر ما كانت صادمة! صدمتي في طرح الاقتراح، طغت علي التدبر في إمكانية تطبيقه، ومدي جدواه وتصديقه، أو حتي اختيار توقيته! مفكر بارز، سياسي مخضرم، رجل مرموق مشهود له بالكفاءة، يعلم قبل غيره بالضرورة، أن المادة (26) من الدستور المصري، منعت إنشاء أو إحياء أية رتب مدنية!.

يعلم مقدم الاقتراح"وهو رجل أنا أحترمه" أن الألقاب قد أُلغيت قبل (73) عامًا، بموجب القرار رقم 68 لسنة 1952، وتمت الاستعاضة عنها بإضافة كلمة "المحترم" خلال المخاطبات الرسمية.

فلماذا كان الاقتراح؟!، لماذا كان؟ ولماذا الآن؟ وما هي الفائدة العائدة من الرجوع إلي ألقاب أكل عليها الدهر وشرب؟.

فقدت بريقها، وضلت طريقها، وانحرفت عن مسارها! عامل الصيدلية النهارده الناس بيقولوا له "يا دكتور"، سواق التوك توك بقي"باشا"، البواب من قبل" أحمد زكي" الله يرحمه ما يعمل الفيلم، وهما بيقولوا له يا "بيه"، يبقى نرجَّع الألقاب دي ليه؟! وهنكسب من رجوعها إيه؟ ماذا سنجني من وراءها؟ وما الذي ستضيفه لحائزي شرف نيلها؟!.

أن يقال مثلاً فلان باشا الفلاني؟!، طيب إيه اللي هنكسبه، واللقب هيضيف لسيادته إيه؟!، ولو أننا سلّمنا ووافقنا، وأقنعنا أنفسنا واتفقنا على أن لرجوع الألقاب القديمة أي فائدة أو قيمة، وتم تقديم الاقتراح، ونال الرضا والسماح، وتمت الموافقة عليه، فماذا عن عودة المنشّة؟ وهيبقي موقف الطربوش إيه؟!.

هل ستمتلئ مصالحنا الحكومية بمئات الطرابيش والمنشات؟ وماذا إذاً عن الحَبَرة؟ ماذا عن اليشمك؟! هل سترتدي السيدات الخلاخيل والملايات؟!.

هل ستعود الألقاب كلها "لوكشة واحدة"؟
أم أن الأمر سيقتصر على لقب واحد بعينه؟
ماذا عن لقب "الأفندي" ولقب "البيه" هيرجعوا تاني هما كمان، ولا هيكون مصيرهم إيه؟!

كنت أنتظر من مقدم الاقتراح، أن يحدثنا عن الشأن الجاري، وضرورة الاصطفاف الوطني في ظل الظرف الحالي.
عن عودة القيم، عن التمسك بالأخلاق، عن احترام الصغير للكبير، عن عطف الغني علي الفقير، ألقاب إيه اللي هنتكلم فيها؟ ما عندنا المواضيع كتير!

نتكلم عن الأسعار، عن استغلال البياعين وجشع وسُعار التجار، نتكلم عن الاحتكار،
عن سبب تغيّر سلوكياتنا وطباعنا، نتكلم في حاجة تنفعنا، عن الوعي اللي غاب، عن مستقبل الشباب، سايبين المواضيع كلها، وبنتكلم في الألقاب!
حفظ الله بلدنا، ونصر قائدنا وأعاننا.