فاطمة عمر تكتب.. أنا مش واحدة ست
لو سمحت رتب غرفتك.. اغسل الكوب الذي شربت فيه الشاي.. ضع طبقك في الحوض بعد ان تفرغ من طعامك والأفضل لو قمت بغسله.
طلبات أراها طبيعية ربما تطلبها الكثيرات منا من زوجها أو أخوها وللأسف تأتي الإجابة الموحدة المحفوظة السخيفة.. أنا مش واحده ست.
حضرتك أنا أعلم جيدًا أنك مش واحده ست هذا الأمر واضح جدًا من ذلك الشنب الذي أراه في وجهك وقد اطلعت على بطاقة الرقم القومي الخاصة بك وشهادة ميلادك وجواز سفرك وشهادة إتمام المرحلة الابتدائية وما شاء الله جايب أزرق في كل المواد ممتاز يعني ولكن ما علاقة نوعك وكونك ذكراً بما أقول ومن قال لك أن المرأة وحدها هى المنوط بها القيام بكل الأعباء خارج المنزل وداخله؟!.
للأسف الإجابة على هذا السؤال لدي أنا عزيزي الرجل إن من علمك أنك.. مش واحده ست.. هي الست نفسها.
نعم نحن الأمهات نتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية إن لم تكن كلها فنحن من نربي أولادنا على أنهم أناس درجه أولى ممتاز من النوع الفاخر ونربي بناتنا على أنهم درجه ثانيه بعبارات ملؤها العنصريه والتفرقه على أساس النوع من نوعية قومي حضري الغدا لأخوكِ بسرعه واكوي له القميص عشان خارج يتفسح مع أصحابه ولما يرجع تسيبي مذاكرتك أو هوايتك أو كل اللي بتعمليه مهما كان مهماً وتحضري له العشا.
بسبب كل هذه الأشياء تخرج البنت الى الحياة العملية وقد اعتادت على كونها انسانا درجه ثانيه وتتعامل بنفس الطريقه مع زوجها.. القادم هو الآخر من بيت تقوم فيه اخته بكي القميص وتحضير الغدا والعشا أو تتمرد على ذلك كله فيحدث الصدام.
علينا نحن الأمهات أن نربى أولادنا وبناتنا وفقاً للقانون الإلهي {ولقد كرمنا بني آدم} الرجل والمرأة على السواء مكرمان من المولى عز وجل أن نقول للذكر انك تصلي الظهر أربع ركعات وأختك كذلك.. تصوم رمضان كاملاً وأختك كذلك.. تحج إن استطعت وأختك كذلك.. تزكي وأختك كذلك لأن الله سبحانه وتعالى أعطاها ذمة مالية مستقلة.
عيلنا ان نربي أبناءنا على أنك لست أفضل من أختك بنوعك بل الأفضل فيكم بدينه وخلقه وما بحمله قلبه من رحمة ومودة واحترام الآخر بصرف النطر عن نوعه.
علينا أن نذكرهم دائماً أنه في كل الأوامر والنواهي الإلهية نجد دائماً نون النسوة وواو الجماعة وان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخيط ثوبه ويخصف نعله.. كان في خدمة اهله.
علينا نحن الأمهات أن نقول لأولادنا ليس من اللائق أو الرجولة أن تكون سياتك بتتفرج على الماتش أو قاعد على فيس بوك وأختك أو مراتك زي الكره الأرضية تلف حول نفسيها..علينا ان نعلمهم انه ليس عيبًا ان تقوم على خدمة نفسك حتى إذا اضطرتك الحياة للعيش بمفردك تستطيع التعايش مع كافة الظروف والمعطيات.
نعم ليس من المطلوب ان تكون واحده ست ..المطلوب ان تكون رجلا لا ذكراً أن تتعلم أن الرجولة لا تُنتقص عندما تساعد أمك أو أختك أو زوجتك في الأعباء المنزليه فهي بالتأكيد أعباء وليست مجرد أعمال منزليه يجب ان تتحملها الأنثى وحدها.
فتنظيف المنزل وتربية الأولاد ومذاكرتهم وتمريناتهم والطبيخ والغسيل والمكوه وشراء الخضار والفاكهة وغيرها لا يوجد قانون الهي ولا وضعي ينص على انها ملحقه بتاء التأنيث دون واو الجماعة.
تشكرات..