الإعلامية فاطمة عمر تكتب.. علمني الكتاكيت
نو...نو...نو.. ليس هكذا يؤكل الفول الحراتي فإذا أردت اكله فعليك بطبق أنيق وشوكه مذهبه وسكينة صغيرة مدببه وبعد ذلك ضع الفول الحراتي وطبعا بالوحده مش بالكبشه وأبدأ اكله هكذا.
هذا ليس مشهد كوميديا في فيلم او مسرحية او مسلسل ولا حتى نكته من تلك النكات التي نسخر بها من واقعنا وعليه .وإنما هو أحد الفيديوهات اللعينه التي يعتقد من يقدمنه انهن اكفأ من يعلمنا طريقة الأكل خاصة الفول الحراتي اه والله الفول الحراتي اللي بناكله مع الجبنه ده والذي اعتقد اننا وبعد هذا الفيديو وجب علينا الا نناديه باسمه كده بدون ألقاب.
هذا الفيديو وغيره من فيديوهات بلهاء يذكرني بواحدة من أجمل ما قدم المسرح المصري (عندما كان لدينا مسرح يقدم الكوميديا الراقيه دون اسفاف او تنظير وتدريس) الا وهي مسرحية سيدتي الجميله عندما طلبت صدفه بنت بعضشي من كمال بك الطاروطتي ان يعلمها الكتاكيت.
إلى كل السيدات الفضليات المقدمات لتلك المضامين لمن تقدمونها؟!!
ان كنتن تقدمنها لطبقة الأثرياء فهم بالتأكيد ليسوا في حاجة إلى نصائحكن خاصة وأنهم ربما لا يعرفون الفول الحراتي وإن عرفوه فربما اعطوه اسما اخر مثل ما فعلوا مع الطعمية التي أصبحت جرين برجر.
اما ان كنتن توجهن كلامكن إلى الطبقه المتوسطه رحمة الله عليها فأحب ان أؤكد لكن ان بقايا الجهاز الموجوده في ذلك التابوت الاثري المسمى بالنيش ليس به تلك الأطباق الأنيقة ولا الشوك المذهبه ولا السكاكين المدببه وما به الإ بقايا أشياء ماكانت لتأتي لولا جمعيات امهاتنا وابائنا وتلك الأقساط التي ربما لم تنته بعد.
اما ان كنتن تقدمن هذه الفيديوهات للطبقة الفقيره وهي السائده في الهرم الطبقي الان فهم بالتأكيد يعرفون من أين يؤكل الفول الحراتي اكثر منكن ولا يعنيهم ما تقدمونه من طرق لأكله ولا يشاهدونكم من الأساس وذلك ببساطه لانشغالهم بتدبير قوت يومهم علهم يستطيعون شراء كليو عنب من ابو ثمانين جنيها مما جعله ضيفا عزيزا على موائدهم التي لا تعرفن عنها شيئا.
كنت اود ان أرى احداكن وهي بكل اناقتها هذه تقدم لنا فيديو واحدا تشرح لنا فيه كيفية تقطيع كميه محترمه من البصل لعمل تقلية محشي وعيناها تفيض من الدمع من هول تقشيره وتقطيعه او دق الثوم لعمل طشة الملوخيه مع تعليمنا اتكيت الشهقه اثناء الطش.
في اعتقادي أن فيديو اتكيت أكل الفول الحراتي اقصد الفول بك الحراتي تؤكد لنا اننا امام حالة من الفصام المجتمعي بيننا نحن اعضاء وعضوات رابطة آكلي الفول الحراتي وكل البقوليات الغاليات في الأسعار وبين هؤلاء السيدات الأنيقات التي لاشغل لهن الإ ان يعلمننا الكتاكيت.
تشكرات.

